وزارة الأوقاف والشئون الدينية فلسطين

لقد مرَّت الجهات أو الهيئات المسئولة عن الأوقاف والشئون الدينية في فلسطين بالعديد من الحقب مرورا بالخلافة العثمانية ثم بالانتداب البريطاني ثم بالاحتلال الإسرائيلي اليهودي الغاشم حيث انقسمت فلسطين بعد نكبة عام 1948م إلى عدة أجزاء، قسم تحت الاحتلال الإسرائيلي (ما يسمى بالخط الأخضر)، وقسم تحت الإدارة المصرية (قطاع غزة)، وقسم تحت الإدارة الأردنية (الضفة الغربية).
أما في قطاع غزة فقد أصدر الحاكم الإداري العام لقطاع غزة الأمر رقم 564 لسنة 1957م بحل المجلس الإسلامي الأعلى وتكوين إدارة للأوقاف الإسلامية.
وفي الضفة الغربية فقد طبق القانون الأردني المعمول به بالمملكة الأردنية الهاشمية واستمر العمل بالقانون الأردني حتى بعد الاحتلال الإسرائيلي للضفة الغربية سنة 1967م.
واستمر الحال على ذلك حتى قدوم السلطة الوطنية الفلسطينية سنة 1994، حيث أصدر الرئيس الراحل ياسر عرفات مرسوماً رئاسياً بإنشاء وزارة الأوقاف والشئون الدينية في كافة محافظات فلسطين باسم (وزارة الأوقاف والشئون الدينية) وذلك بتاريخ 1/10/1994م والتي هي أحد مظاهر الهوية الإسلامية في المجتمع الفلسطيني .
وتعتبر وزارة الأوقاف والشئون الدينية من المؤسسات الفاعلة في المجتمع الفلسطيني لما لها من دور في دعم المجتمع ثقافيا واجتماعيا وفكريا والنهوض به لتحقيق وربط المجتمع بالدين الإسلامي.
إن وزارة الأوقاف والشئون الدينية لديها آمال كبيرة وطموحات واسعة ورغبة قوية في تسريع البناء في المجالات الخيرية كما أن الوزارة كرست جل جهودها من أجل نشر الدعوة وإيجاد جيل من الدعاة خدمة لأهلنا المرابطين.

إن وزارة الأوقاف تسعى بكل قدراتها على الانطلاق في ميدان الإعمار والإسراع بالإنجازات، وبعد أن مَنَّ الله تعالى على البلاد بتحرير جزء من أرضنا الفلسطينية وتم اندحار العدو عن رقعة من أرضنا، لذلك فإن وزارة الأوقاف والشئون الدينية تسعى بهمة عالية لأجل مساهمة الوقف في إعمار البلاد وبناء الكيان الاجتماعي والحضاري والإنساني من جديد على أرقى المستويات اللائقة وبهدى من الدين الحنيف، لذلك فإننا نتطلع بكبير الأمل إلى إخوتنا وأشقائنا في الوطن العربي والإسلامي أن يكونوا عوناً لنا ودعماً لإنجاز مشروعاتنا الخيرية فإن في شدّ أزرنا استمرارية لأداء مهمات مسيرتنا المباركة وإحباطاً لمكائد خصمنا اللدود.
سائلين المولى عز وجل أن يثيبهم جميعاً ويحفظهم سنداً للإسلام والمسلمين. وما توفيقنا إلا بالله وبعونه تعالى نواصل مسيرة البناء والعطاء ولن يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أوله.